●الكادح
درس في مادة اللغة العربية، مكون النصوص القرائية، وحدة المجال الاجتماعي والاقتصادي، حول النص القرائي “الكادح” لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.
●النص القرائي “الكادح”:
__________________________________________
يبني القصور وكوخه خـــــــــــرب
ساءت حياة كلها تعـــب
الشوك يزخر فـــــــي مسـالكها
والريح ما تنفك تضطرب
لا يزدهي في ليله قبــــــــــــس
إلا تولت طمسه النـــوب
لكأنه في الناس حاشــــــــيـــــة
وكأنه في الأهل مغتــــرب
جلبابه رقع تألفــــــــــــها غـــرض
وباعد بينها نســـــــــب
مشت السنون عليه فاختلطــــت
أصباغه وتقارب السبــــب
دامي الفؤاد يمضـــــــــــه ألــــــم
ذاوي الجفون يعضه شغــب
عرق الجهاد يزين جبهتــــــــــــــه
تاجا علته هالة عجــــــب
بالروح في كانون نظرتــــــــــــــــه
يصطك من قر ويضطــــرب
جمدت على المنقار راحته فكأهـا
من بعضه خشــــــــــــب
تلهو الرياح به فإن سكنــــــــــــت
فتحت عليه ثقوبها الســحب
يا رب عفوك إن كفرت فــــــــــــما
ترقى إلى ملكوتك الريــــــب
أو ليس يجمعه بسيــــــــــــــــده
نسب من الصلصال أو حسب؟
فعلام تشتاق الريـــــــال يــــــــد
ويد تراكم حولها الذهــــب؟
وعلام يغصب حق مجتهـــــــــــد
ليفوز باللذات مغتصــــــب؟
يا غائصا بالطين لا نصـــــــــــــب
يوهي عزيمته ولا وصــــــب
ما أنت أول كادح عـــــــثـــــرت
آماله وكبا بـــــــــــه الدأب
زكي قنصل – ديوان شظايا، دمشق، 1986.
__________________________________________
● عتبة القراءة:
1 – ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:
أ – صاحب النص:
زكي قنصل شاعر سوريً مهجري، ولد عام 1916 بمحافظة ريف دمشق، وتلقى دراسته في مدارسها، ثم هاجر إلى الأرجنتين سنة 1929 حيث اشتغل بالتجارة وفيها توفي سنة 1994 وتعلم مبادئ العربية والفرنسية، وكان ميالاً إلى المطالعة، فدرس العربية معتمداً على نفسه، وعندما أصبح قادراً على الكتابة مارس الصحافة ونظم الشعر، واهتم بالشعر الاجتماعي، وصور حياة الفقراء من أبناء الشعب، وله شعر في الحنين إلى الوطن، نشر قصائده بالمجلات والصحف التي كانت تصدر بالبرازيل والأرجنتين وفي الوطن العربي، عاد إلى وطنه سنة 1984، وأحيا العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، فاز بجائزة ابن زيدون للشعر سنة 1989، كما نال جائزة مجلة الثقافة الدمشقية في سوريا، توفي بالأرجنتين ودفن بها سنة 1994، ومن مؤلفاته: شظايا – الثورة السورية – سعاد – تحت سماء الأندلس – عطش وجوع – ألوان وألحان – هواجس – أشواك.
ب – مصدر النص:
النص مقتطف من ديوان «شظايا».
ج – نوعية النص:
قصيدة شعرية عمودية وصفية ذات بعد اجتماعي واقتصادي.
د – طريقة نظمه:
اعتمد النص نظام الشطرين (الصدر والعجز) ووحدة الوزن والقافية والروي، وهذه خصائص الشعر العمودي.
هـ – خاصية البيت الأول:
نسجل أن صدر البيت الأول وعجزه يشتركان في نفس القافية والروي وهذه الظاهرة تسمى في علم العروض التصريع.
و – روي القصيدة:
حرف الباء.
ز – عدد أبيات القصيدة:
القصيدة تحوي 17 بيتا شعريا.
ح – العنوان (الكادح):
☆تركيبيا: يتكون العنوان من كلمة واحدة (عنوان مفرد).
☆معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي والاقتصادي.
☆دلاليا: الكادح صفة اجتماعية يتصف بها من يعمل عملا قاسيا ولا يجني منه إلا القليل من أجل لقمة العيش، ويوحي العنوان بالمعاناة والمشقة والفقر والحزن والتعب.
ط – بداية ونهاية القصيدة:
☆بداية النص: يدل على تناقض مفاده أن الكادح يبني القصور ولكنه يعيش في الكوخ.
☆نهاية النص: يعبر عن استمرار معاناة الكادح كغيره من الكادحين.
ي – مجال النص:
النص ينتمي إلى المجال الاجتماعي.
2 – بناء فرضية القراءة:
انطلاقا من المؤشرات السابقة نفترض أن الموضوع يتناول معاناة الكادح ومأساته.
● القراءة التوجيهية:
1 – الايضاح اللغوي:
يزخر في مسالكها: يملأ طرقها وأنحاءها.
☆لا يزدهي: ازدهى يزدهي الشخص: أعجب بنفسه والمقصود لا يشرق ولا يضيء في ليله نور من الأمل.
☆طمسه: إزالته ومحوه.
☆النوب: مفردها نائبة وهي المصيبة.
☆الريب: الشك.
☆تألقها: جمعها.
☆القر: لفظ مشترك بين الحر والبرد.
☆يمضه: يوجعه.
☆المنقار: آلة ينقر بها، شبيهة بالفأس.
☆راحته: باطن كفه
☆قبس: نور.يوهي عزيمته: يضعف إرادته.
☆يصطك: يحتك.
☆وصب: ضعف الجسم من مرض أو تعب.
☆الدأب: دأب في العمل: إذا لازمه واجتهد فيه دون ملل.
2 – المضمون العام للنص:
وصف معاناة الكادح ومقارنته بفئة من الأغنياء من الذين يستغلون الفقراء ويسلبونهم أموالهم.
● القراءة التحليلية للنص:
1 – المستوى الدالي:
أ – معجم الصفات الدالة على البؤس والمعاناة:
خرب – حاشية – مغترب – رقع – دامي – داوي – مغتصب – غائصا بالطين – كادح …
ب – المعجم الدال على بؤس ومعاناة الكادح:
كوخه خرب – ساءت الحياة كلها تعب – النوب كأنه في الناس حاشية في الأهل مغترب – جلبابه رقع – دامي الفؤاد – داوي الجفون – يمضه ألم – يعضه شغب – عرق الجهاد – يصطك من قر ويضطرب – غائصا بالطين – نصب – وصب – الكادح – عثرت آماله …
2 – المستوى الدلالي:
أ – وحدات النص الدالة ومضامينها:
__________________________________________
المقطع حيزه مضمونه
داخل النص.
__________________________________________
[ 1 ] من البيت 1 وصف حياة الكادح
إلى 7 و تصوير معاناته
وبؤسه.
__________________________________________
[ 2 ] من البيت 8 اجتهاد الكادح
إلى 11 وتفانيه في عمله المتعب.
__________________________________________
[ 3 ] من البيت 12 استنكار الفوارق
إلى 17 الطبقية بين الأغنياء.
والفقراء، والإشادة بصبر
الكادح وتحمله، ومواساته
في أحزانه.
__________________________________________
ب – الخصائص الفنية في القصيدة:
☆الصور التشبيهية: كأنه في الناس حاشية – كأنه في الأهل مغترب – كأنها من بعضه خشب …
☆الصور المجازية: مشت السنون – يعضه شغب – جمدت على المنقار راحته – تلهو الرياح – يد تشتاق الريال …
☆التقابل في المعنى: (يبني القصور – كوخه خرب)، (يزدهي في ليلة قبس – تولت طمسه النوب)، (يغصب حق مجتهد – يفوز باللذات مغتصب)، (تشتاق الريال يد – يد تراكم حولها الذهب).
☆الاستفهام الاستنكاري: كلام تشتاق الريال يد ويد تراكم حولها الذهب؟ – كلام يغصب حق مجتهد ليفوز باللذات مغتصب؟.
☆أسلوب النداء: يا رب عفوك – يا غائصا بالطين.
3 – المستوى التداولي:
أ – إيقاع القصيدة:
تكررت في القصيدة أحرف كثيرة، منها: حرف الروي الباء، وحروف أخرى (اللام – الميم – الكاف) مما أضفى عليها ايقاعا موسيقيا ممتعا وجمالية من حيث الشكل.
ب – مقصدية القصيدة:
يسعى الشاعر إلى تقريب صورة الكادح من منظور المجتمع واثارة انتباه لهذا الأخير إلى الاهتمام به والاعتراف بمجهوداته وتفانيه في عمله.
● القراءة التركيبية:
يصور الشاعر واقع حال الكادح في حياته الاجتماعية، ويصف حالته النفسية الشاهدة على بؤسه ومعاناته، فهو يقدم كل شيء لبناء المجتمع واستقراره بكل جد واجتهاد وتفان وصبر لكنه لا يأخذ إلا القليل من أنر ذلك كله، والكادح وإن كان على هامش المجتمع فهو بفضل صفاته يقدم بعمله أسمى مظاهر الحياة الاجتماعية.
تعليقات
إرسال تعليق